كيفية أداء التعليق الصوتي
هذا موضوع هائل الحجم لذا سنغطي بعض الأساسيات هنا فقط. إذا أردت تعلم المزيد فأقترح أن تحضر دورة التعليق الصوتي للمبتدئين التي نغطي فيها كيف تؤدي التعليق الصوتي بتفاصيل أكثر كثيرًا.
ابدأ من النص العمل على النصوص هو أول جزء هام في أداء التعليق الصوتي.
عليك ممارسة القراءة، ليس سرًّا بل جهرًا. عليك أن تقرأ جهرًا كل يوم في البداية حتى تتعلم كي تتقن التعامل مع وقفات الكلام ونغمة أدائه، … إلخ. لاحظ أنك تستطيع أن تقرأ أي شيء في البداية ليساعدك على تعود القراءة، صحفا أو كتبا أو إعلانات تليفزيونية.
تذكر أن كل عمل تعليق صوتي فيه نص. أحد الأشياء التي تدركها سريعا أن النص قد يكون مكتوبًا جيدا لكنه يبدو غريبًا قليلا إن قُرئ جهرًا. السبب أنه مكتوب لإبراز نقاط ما أو إظهار جوانب شخصية ما، في حال القصص.
لذا فعليك أن تستمتع بالقراءة وتتعلم كذلك كيف تفسر الكتابة حتى تبث فيها الحياة. هذا هو فن الأداء الصوتي. فعليك إتقان مهارات الأداء والقراءة عندما تقرأ نصوصًا. عادة تكون هذه الشرارة الإبداعية أكثر ما يُمتع المعلقين الصوتيين في عملهم.
لذا، من أبسط طرائق التدرب على أداء التعليق الصوتي قراءة النصوص جهرًا. لكن الأمر أكبر من هذا، فعليك أن تكون ناقد نفسك. أي عليك مراجعة أخطائك وإعادة القراءة حيثما لزم. وفي كل مرة تراجع الجملة التي وقعت في خطأ فيها وتصححها.
إذا استعملت النصوص التي أنزلتها من الإنترنت فاحرص على أن تراجعها نحويًّا، فعادة ما تفسد هذه الأمور الصغيرة وقت التدريب. واحرص كذلك على طباعتها بخط مقروء واضح.
الخطوة التالية في التعليق الصوتي هي تعلم كيف تبث الحياة في النصوص.
بث الحياة في الكلمات. من الممكن تقسيم أداء التعليق الصوتي إلى قسمين مبدئيًّا:
التدرب الفني -القراءة، وممارسة تدريبات الإحماء مثل لاويات اللسان (tongue twisters)، وتدريبات النطق ومخارج الحروف، وتدريبات التنفس. تفسير النصوص مع التركيز على إضافة التعبير وبث الحياة. توجد طرائق عديدة للتعبير عن معانٍ مختلفة للكلمات باستعمال صوتك. حتى ترى قوة أداة الصوت البشري أضفت لك أدناه محاضرة (Ted Talk) رائعة قدمها Julian Treasure. وفي كلمته تلك بيّن ببراعة الطرائق المختلفة لاستعمال الصوت لإيصال معانٍ مختلفة.
تستطيع في بداياتك في التعليق الصوتي تحسين تفسيرك النص بتخيل أنك تكلم أحدًا غيرك، صديقًا أو جارًا أو شخصًا تعرفه. هذه طريقة بسيطة لتخطو خطواتك الأولى نحو إضافة جزء الأداء في تمارينك الصوتية.
الأداء الصوتي هو الإبداع الذي توظفه لبث الحياة في الكلمة المكتوبة. وهو يساعدك على إحياء شخصيات الكتب أو جعل الوثائقيات مثيرة أو جعل الإعلانات جذابة. عليك أن تكون مقنعا صادقا في تلك الأمثلة جميعها. لهذا كان فهم المشاعر وتعلم كيفية التعبير عنها بصوتك بالغَي الأهمية. كيف تستطيع عمل هذا؟ التدرب، والتدرب، ثم التدرب! (لا يوجد قرص سحري يُكسبك هذه المهارات جميعًا).
لذا فأحد الأشياء التي عليك عملها البدء ببضع مشاعر (5-6) والتدرب عليها. إليك قائمة من المشاعر:
الغضب، التوتر، الغرور، الحرج، الضجر، الثقة، الرضا، الاكتئاب، الاشمئزاز، النشوة، الإرهاق، الخوف، الذنب، السعادة، الأمل، الجنون، الوحدة، الحب، الشوق، العشق، الغرام، الصدمة، الخجل، الشك.
غالبًا يكون الأمتع أن تختار إحدى المشاعر عشوائيًّا وتقرأ بها. وللتنويع، أعد مجموعة ثانية من جمل التدرب. اختر جملة واحدة وعاطفة واحدة عشوائيًّا ثم أدها.
أظهر النية عادة يكون في كل نص إرادة باطنة. النية هي سبب استعمال عاطفة ما، والدافع وراءها. النية تدلك إلى كيفية تفسير النص.
عندما تتعلم التعليق الصوتي، عليك أن تحرص على فهم مختلف أنواع النيات. بعض النيات الظاهرة قد تكون الحاجة إلى الاهتمام أو القبول أو الحب، أو الحاجة إلى الاعتراف بالآخر. هذه النيات هي ما تحدد طريقة كلامك.
إليك قائمة بسيطة ببعض النيات الشائعة التي تُستعمل في الكلام. عند التدرب، حاول أن تفكر في نية منها قبل أن تقرأ النص وتتدرب عليه.
الإشارة، التوسل، التحدي، الفتنة، الأمر، النقد، الإبهار، الطلب، الإحراج، التشجيع، المغازلة، التخويف، الاستغلال، التحفيز، التعالي، الإرضاء، الرجاء، الإغراء، الغيظ، الحث.
أحمِ صوتك قبل أن تحاول الأداء الصوتي، عليك أن تُحمي صوتك. لا تحسب أبدًا أن صوتك سيكون في أفضل أحواله بلا إحماء. عليك إحماء جزأين، جسمك وصوتك. إذا كنت متوترًا فلن تستطيع وضع ذهنك في الحال المطلوبة وسيؤثر هذا في صوتك.
بداية، عليك أن تسترخي حتى تستطيع التركيز على المهمة التي في يدك -حتى وإن لم تكن إلا تدريبًا.
أولًا، حرك جسمك من جانب إلى جانب، وأدّ بعض تمارين التمطيط، مع إبقاء تنفسك منتظمًا هادئًا.
ومع استرخائك تدريجيًّا، أدر رأسك بطيئًا في اتجاه عقارب الساعة ثم في عكسها، مع تجنب فرط إمالته أو إرهاق أي عضلات. تستطيع كذلك إدارة كتفيك أمامًا ثم خلفًا حتى تتخلص من الشد. ما هذه الحركات والتمارين البسيطة إلا أمثلة لما يمكنك أن تفعل لإحماء جسمك:
قف مواجهًا مرآة ومطط جميع عضلات وجهك. افتح فمك واسعًا، كأنك أسد يزأر، ثم أرخه مرة أخرى. قلص عضلات وجهك لجعله يبدو صغيرًا ثم أرخها مرة أخرى، ثم كرر. أخرج لسانك أبعد ما تستطيع ثم أدخله مرة أخرى لإرخائه. أصدر صوتًا كنفير سيارات الشرطة بتكرار صوت “إيييييي” والصعود إلى نغمات حادة ثم الهبوط إلى نغمات غليظة. ذبذب لسانك برفعه إلى سقف الحلق ثم إصدار صوت “ترررر” أو “رررر”. أد بعض التمارين الإضافية باستعمال أصوات “ب.ت.ك.ت” (انطقها مع هاء بعدها، هكذا: به، ته، كه، ته) و”ب.د.ج.د” (به، ده، جه، ده) حتى تُحمي أحبالك الصوتية. أخيرًا، أد بعض تمارين لاويات اللسان لتمرين فمك ولسانك وشفتيك ووجنتيك. قل تمارينك المفضلة، وقد يكون هذا تمرينًا ماتعًا حقًّا.
سجل لنفسك
من أهم الأجزاء في الأداء الصوتي أن تستطيع سماع نفسك ونقد أدائك وأسلوبك. تعلم التسجيل لنفسك خطوة حيوية في دخول عالم التعليق الصوت…
المقال منقول من موقع Gravy for the Brain Arabia