top of page

كانَ ذُبابة


كان يمشي بين أقرانه مطأطئ الرأس خجلاً خائفا من تنمر أحدهم عليه. وإن أراد الحديث كان يتمتم بصوت منخفض لا يكاد يسمعه أحد. حتى أنه عندما كان يطلب منه الإجابة على سؤال خلال الدرس، يقف خائفا ويشعر بالبلل في كل جسده. يرتجف عندما تكلمه امرأة جاءت لزيارة والدته. يخشى الخوض في النقاشات، فقد جرب مرات عدة وتم إسكاته بجملة (أسكت أيها الذبابة).

بقي ذلك الصبي ذبابة لفترة طويلة، ولكن ومع مرور الوقت، بدأ يؤمن بأنه لايمكن أن يبقى ذبابة طوال حياته. لذا فقد قرر العمل بجد واجتهاد من أجل التغيير. التغيير الذي سيأخذه للأفضل، ليخرج من سجنه. بدأ الاستغناء عن الكثيرين ممن كانوا لا يؤمنون به. ثم قرأ قصص المبدعين والناجحين ليعرف أسرار نجاحاتهم، إنها باختصار:


  • أحِب ذاتك وآمن بقدراتك.

  • لايكفي أن تؤمن بقدراتك، إستخدمها.

  • كن شغوفا بعملك.

  • الإخلاص.

  • تجاهل المحبطين والسلبيين.

  • إتخذ الناجحين قدوة، وإن استطعت مجالستهم فجالسهم.

  • واصل التعلم

لم يكن من السهل أن يمارس كل هذه الأسرار دفعة واحدة، فبدأ مسيرة النجاح خطوة تلو الخطوة. سخر منه الكثيرون، حتى المقربون منه لم يسلم من سهام سخريتهم. ولكنه كان عازما على التغيير، تغيير ذاته لتتاح له فرصة تغيير مجتمعه.


  • صعد على منصة التتويج بمشروع عائلي إجتماعي هادف

  • كسر حاجز خوفه من الحديث أمام الجماهير ليصبح بطل دولته

  • حقق حلمه بأن يكون مقدما إذاعيا لبرامجه

  • بات يعلم الناس حِرَفاً هم في حاجة إليها

  • باتت بعض كلماته تؤثر في مجتمعه

  • ثم أخذ على عاتقه الأخذ بأيدي الناشئين ممن يخشون الجماهير ليجعل منهم نجوما منيرة.

لازال يمضي، وسيستمر في المضي نحو أهدافه التي رسمها رغم كل ما يحيط به. لم يصل للنجاح المنشود ولم يصنف نفسه ضمن الناجحين والمبدعين، لأنه يؤمن أنه لازال في بداية الطريق، ويتمنى الوصول مستعينا بالمخلصين له والمؤمنين به، أصحاب القلوب والأيادي البيضاء.


سمعته ذات يوم يقول: رحلة النجاح طويلة، محطاتها كثيرة، والطريق أحيانا مظلم وغير معبد. فكن أنت الشمعة التي تضيئه وازرعه حتى يسهل على القادمين ورائك.


أنت لست بحاجة لمعرفته. عليك بدلاً من ذلك، البدء برسم أولى خطوط نجاحك، حتى تكتمل الصورة.

٦٤ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page